قال الدكتور آنو جاكوب، استشاري طب الأعصاب ومدير قسم التصلب العصبي المتعدد في معهد الأعصاب بمستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، إن سبب مرض التصلب العصبي المتعدد، التهاب في أعصاب الدماغ والحبل الشوكي.

وأضاف جاكوب أنه قد تنتج عن هذا المرض مشاكل في الرؤية وضعفٌ في العضلات وخَدَرٌ مع مجموعة متنوعة من الأعراض الأخرى، مثل فقدان التوازن، وصعوبة المشي، مشيراً إلى أنه غالباً ما يصيب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً، علماً أن انتشاره بين النساء، ضِعْفَ انتشاره بين الرجال.
وتابع الدكتور جاكوب قائلاً إن مرض التصلب العصبي المتعدد الأكثر شيوعاً، لا سيما بين الأصغر سنا، هو النوع الذي نصفه بـ “نمطٌ متكرر الانتكاس”، ما يعني الذين يعانون من ظهور الأعراض فجأة من حين لآخر.

ويستجيب هذا النوع من المرض جيداً لتغييرات نمط الحياة، التي يمكن أن تُطيل فترة خموده وتُقلّل أعراضه، حين يتابع المريض هذه التغييرات مع تناول الدواء المناسب، ما يؤدي إلى تحسين نوعية الحياة بشكل كبير.

نهج علاجي شامل
ورغم غياب علاج حتى الآن، إلا أنه يمكن مواجهة المرض بنهج علاجي شامل يشمل الأدوية، التي تساعد بشكل فعال في وقف الالتهاب، والسيطرة على الأعراض، وإبطاء تَقَدُّم المرض في الجسم.

وإضافة إلى الأدوية يشتمل النهج العلاجي على برامج الدعم النفسي، والإقلاع عن التدخين، والعلاج الطبيعي، وتقديم نصائح وإرشادات عن طرق أداء التمارين الرياضية.

ممارسة الرياضة

ومن جانبه، قال فينود رافيندران، أخصائي العلاج الطبيعي المُعتمد في علاج التصلب العصبي المتعدد، بمستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”: “يرى كثيرون أن ممارسة الرياضة نشاطٌ صعبٌ على مرضى التصلب العصبي المتعدد أو خطير عليهم، لكن الواقع عكس ذلك، فأداء التمارين الرياضية بالقدر المناسب، يُحسن القوة والتحمل والتوازن والمرونة، ما قد يكون مفيدا للمرضى بالتصلب العصبي المتعدد بشكل كبير”.
وتحافظ التمارين المنتظمة على قوة العضلات، وتُبقي البدن نشيطاً وقوياً لأداء وظائفه، مثل تمارين الإطالة، وتمارين القوة التدريجية للعضلات.
وتابع رافيندران “ننصح المرضى بألا يضغطوا على أنفسهم بشدة في ممارسة التمارين، فالإجهاد المفرط يؤدي في بعض الأحيان إلى تفاقم الأعراض، لذلك يبقى الحفاظ على الوتيرة الصحيحة في أداء التمارين الرياضية أمرا بالغ الأهمية”.

واختتم الدكتور جاكوب، قائلاً إن “التصلب العصبي المتعدد، مرضٌ يمكن إدارته بشكلٍ جيد، فرغم أنه تشخيص لمَدى الحياة، إلا أن هناك مجموعة كاملة من الأساليب، التي يمكن اتباعها للحد من تأثير المرض للتمتع بحياة طبيعية”.